Hadist

(د) , عَنْ شَدَّادِ بْنِ الْهَادِ قَالَ: سَأَلَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ - رضي الله عنه - فَقَالَ لِي: فِي كَمْ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ , فَقُلْتُ: مَا أُحَزِّبُهُ , فَقَالَ لِي الْمُغِيرَةُ: لَا تَقُلْ: مَا أُحَزِّبُهُ , فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " قَرَأتُ جُزْءًا مِنْ الْقُرْآنِ " (١)
(١) (د) ١٣٩٢

(هب بز) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (" إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَلْيَسْتَكْ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا) (١) (تَسَوَّكَ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي , قَامَ الْمَلَكُ خَلْفَهُ فَتَسَمَّعَ لِقِرَاءَتِهِ , فَيَدْنُو مِنْهُ حَتَّى يَضَعَ فَاهُ عَلَى فِيهِ , فَمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا صَارَ فِي جَوْفِ الْمَلَكِ، فَطَهِّرُوا أَفْوَاهَكُمْ لِلْقُرْآنِ ") (٢)
(١) (هب) ٢١١٧، انظر صَحِيح الْجَامِع: ٧٢٠
(٢) (بز) ٦٠٣، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: ١٢١٣ , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ٢١٥

(خ م) , وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: (" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى نَاقَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ) (١) (قِرَاءَةً لَيِّنَةً , يَقْرَأُ وَهُوَ يُرَجِّعُ (٢) ") (٣) (قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ: وَلَوْلَا أَنِّي أَخَافُ أَنْ يَجْتَمِعَ عَلَيَّ النَّاسُ) (٤) (لَرَجَّعْتُ كَمَا رَجَّعَ ابْنُ مُغَفَّلٍ , يَحْكِي النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ شُعْبَةُ: فَقُلْتُ لِمُعَاوِيَةَ: كَيْفَ كَانَ تَرْجِيعُهُ؟ , قَالَ: " آآ آ , ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ") (٥)
(١) (خ) ٤٢٨١، (م) ٢٣٧ - (٧٩٤)
(٢) التَّرْجِيع: تَرْدِيد الْقَارِئ الْحَرْف فِي الْحَلْق. فتح الباري - (ج ١٢ / ص ٩٦)

(حب) , وَعَنْ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ عَلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - فَقَالَتْ لِعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: قَدْ آنَ لَكَ أَنْ تَزُورَنَا؟ , فَقَالَ: أَقُولُ يَا أُمَّاهُ كَمَا قَالَ الأَوَّلُ: زُرْ غِبًّا (١) تَزْدَدْ حُبًّا، فَقَالَتْ: دَعُونَا مِنْ رَطَانَتِكُمْ هَذِهِ، فَقَالَ ابْنُ عُمَيْرٍ: أَخْبِرِينَا بِأَعْجَبِ شَيْءٍ رَأَيْتِيهِ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَسَكَتَتْ ثُمَّ قَالَتْ: لَمَّا كَانَ لَيْلَةٌ مِنَ اللَّيَالِي قَالَ: " يَا عَائِشَةُ , ذَرِينِي أَتَعَبَّدُ اللَّيْلَةَ لِرَبِّي " , فَقُلْتُ: وَاللهِ إِنِّي لأُحِبُّ قُرْبَكَ , وَأُحِبُّ مَا سَرَّكَ قَالَتْ: " فَقَامَ فَتَطَهَّرَ , ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي , فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ حِجْرَهُ ثُمَّ بَكَى , فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ لِحْيَتَهُ، ثُمَّ بَكَى فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى بَلَّ الْأَرْضَ " , فَجَاءَ بِلَالٌ يُؤْذِنُهُ (٢) بِالصَلَاةِ، فَلَمَّا رَآهُ يَبْكِي قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ تَبْكِي وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ , قَالَ: " أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟، لَقَدْ نَزَلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَةٌ , وَيْلٌ لِمَنْ قَرَأَهَا وَلَمْ يَتَفَكَّرْ فِيهَا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ , وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ , وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ , وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ , وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ , وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ , لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (٣) " (٤)
(١) الغِبُّ مِن أوْرَاد الإبِل: أنْ تَرِدَ الماء يَوماً وتَدَعَه يوما , ثم تَعُودَ , فَنقَله إلى الزِّيارة وإنْ جاء بعد أيام , يقال: غَبَّ الرجُل , إذا جاء زائرا بعد أيام , وقال الحسَن: في كلّ أسْبُوع. النهاية في غريب الأثر (ج ٣ / ص ٦٢٩)
(٢) آذن: أعلَمَ وأخبر.
(٣) [البقرة/١٦٤]
(٤) (حب) ٦٢٠ , انظر الصَّحِيحَة: ٦٨ , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ١٤٦٨


(فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا (٦) كَهَذِّ الشِّعْرِ , إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ) (٧) (يَنْثُرُونَهُ نَثْرَ الدَّقَلِ , لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ) (٨) (وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ , نَفَعَ) (٩).


(د) , وَعَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ , وَكَانَ إِذَا قَرَأَ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قَالَ: سُبْحَانَكَ فَبَلَى، فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. (١)
(١) (د) ٨٨٤ , (هق) ٣٥٠٧، تمام المنة (١/ ١٨٦)، أصل صفة صلاة النبي (١/ ٤٠٧)
(د) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا قَرَأَ: {سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى " (١)
(١) (د) الصلاة (٨٨٣) , (حم) ٢٠٦٦، صححه الألباني في صفة الصلاة ص١٠٥، وهداية الرواة: ٨٢٠

(ت) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: " خَرَجَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَرَأَ عَلَيْهِمْ سُورَةَ الرَّحْمَنِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا " , فَسَكَتُوا , فَقَالَ: " لَقَدْ قَرَأتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ عَلَى قَوْلِهِ: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قَالُوا: لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ , فَلَكَ الْحَمْدُ " (١)
(١) (ت) ٣٢٩١ , (ك) ٣٧٦٦، صَحِيح الْجَامِع: ٥١٣٨، الصَّحِيحَة: ٢١٥٠

(جة) , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صَوْتًا بِالْقُرْآنِ، الَّذِي إِذَا سَمِعْتُمُوهُ يَقْرَأُ حَسِبْتُمُوهُ يَخْشَى اللهَ " (١)
(١) (جة) ١٣٣٩، (عب) ٤١٨٥ , (طس) ٢٠٧٤، انظر صَحِيح الْجَامِع: ٢٢٠٢، الصحيحة: ١٥٨٣ , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ١٤٥٠

(مي) عن ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: كَانَ أنَسٌ - رضي الله عنه - إِذَا خَتَمَ الْقُرْآنَ جَمَعَ وَلَدَهُ وَأَهْلَ بَيْتِهِ فَدَعَا لَهُمْ (١). (٢)
(١) قال الألباني في الضعيفة ١٣/ ٣١٥: ومما لا شك فيه أن التزام دعاء معين بعد ختم القرآن من البدع التي لا تجوز , لعموم الأدلة , كقوله - صلى الله عليه وسلم -: " كل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار " وهو من البدع التي يسميها الإمام الشاطبي بـ (البدعة الإضافية). أ. هـ
(٢) (مي) ٣٤٧٤، وإسناده صحيح، انظر جامع صحيح الأذكار للألباني (٦/ ٢)

(م س حم) , وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ , فَدَخَلَ رَجُلٌ يُصَلِّي، فَقَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ , فَقَرَأَ قِرَاءَةً سِوَى قَرَاءَةِ صَاحِبِهِ، فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَلَاةَ دَخَلْنَا جَمِيعًا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا قَرَأَ قِرَاءَةً أَنْكَرْتُهَا عَلَيْهِ، وَدَخَلَ آخَرُ فَقَرَأَ سِوَى قِرَاءَةِ صَاحِبِهِ، " فَأَمَرَهُمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَآى، فَحَسَّنَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - شَأنَهُمَا ") (١) (قَالَ أُبَيٌّ: فَمَا تَخَلَّجَ فِي نَفْسِي مِنْ الْإِسْلَامِ مَا تَخَلَّجَ يَوْمَئِذٍ) (٢) (" فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا قَدْ غَشِيَنِي ضَرَبَ فِي صَدْرِي , فَفِضْتُ عَرَقًا , وَكَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى اللهِ - عز وجل - فَرَقًا، فَقَالَ لِي: يَا أُبَيُّ , أُرْسِلَ إِلَيَّ أَنْ اقْرَأ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَةَ: اقْرَأهُ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَةَ: اقْرَأهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ) (٣) (كُلُّهُنَّ شَافٍ كَافٍ) (٤) (إن قُلْتَ: {غَفُورًا رَحِيمًا} , أَوْ قُلْتَ: {سَمِيعًا عَلِيمًا}، أَوْ {عَلِيمًا سَمِيعًا}، فَاللهُ كَذَلِكَ، مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ , أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ) (٥) (وَلَكَ بِكُلِّ رَدَّةٍ رَدَدْتُكَهَا مَسْأَلَةٌ تَسْأَلُنِيهَا، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأُمَّتِي، وَأَخَّرْتُ الثَّالِثَةَ لِيَوْمٍ يَرْغَبُ إِلَيَّ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ، حَتَّى إِبْرَاهِيمُ - عليه السلام - ") (٦)
(١) (م) ٢٧٣ - (٨٢٠)
(٢) (حم) ٢١١٣٠ , (م) ٢٧٣ - (٨٢٠)
(٣) (م) ٢٧٣ - (٨٢٠)
(٤) (س) ٩٤٠، انظر الصَّحِيحَة: ٨٤٣
(٥) (حم) ٢١١٧٦ , (د) ١٤٧٧ , انظر صَحِيح الْجَامِع: ٧٨٤٣ , الصَّحِيحَة تحت حديث: ٨٤٣ , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(٦) (م) ٢٧٣ - (٨٢٠) , (حم) ٢١١٧٦

(طب) , وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ , فَاقْرَءُوا وَلَا حَرَجَ، وَلَكِنْ لَا تَخْتِمُوا ذِكْرَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ , وَلَا ذِكْرَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ " (١)
(١) رواه الطبراني في " التفسير " (ج١ص٤٥ح٤٥) , وأبو الفضل الرازي في " معاني أنزل القرآن على سبعة أحرف " (ق ٦٨/ ٢)، انظر الصَّحِيحَة: ١٢٨٧

(حم) , وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَرَأَ رَجُلٌ عِنْدَ عُمَرَ - رضي الله عنه - فَغَيَّرَ عَلَيْهِ فَقَالَ: قَرَأتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمْ يُغَيِّرْ عَلَيَّ , فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَرَأَ الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ لَهُ: " قَدْ أَحْسَنْتَ " , فَكَأَنَّ عُمَرَ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " يَا عُمَرُ , إِنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ صَوَابٌ , مَا لَمْ يُجْعَلْ عَذَابٌ مَغْفِرَةً , أَوْ مَغْفِرَةٌ عَذَابًا " (١)
(١) (حم) ١٦٤١٣، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

(حم) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَدْ حَفِظْتُ السُّنَّةَ كُلَّهَا , غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - هَذَا الْحَرْفَ (١): {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنْ الْكِبَرِ عِتِيًّا} أَوْ عُسِيًّا (٢). (٣)
(١) فيه دليل على أن معنى الحرف هو الكلمة. ع
(٢) عَسَا الشيخُ , يَعْسو عَسْواً , وعُسُوّاً , وعُسِيّاً , مثلُ عُتِيّاً , وعَساءً , وعَسْوَةً وعَسِيَ عَسًى , كلُّه بمعنى: كَبِرَ , مثلُ عَتِيَ , ويقال للشيخ إذا وَلَّى وكَبِرَ: عَتَا يَعْتُو , عُتِيّاً , وعَسا , يَعْسُو , مِثله. لسان العرب - (ج ١٥ / ص ٥٤)
(٣) (حم) ٢٢٤٦ , وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.

قَال الْبُخَارِيُّ ج٦ص١٥١: قَوْلُهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ , ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (١)
وَقَرَأَ عُمَرُ: «فَامْضُوا إِلَى ذِكْرِ اللهِ».
(١) [الجمعة: ٩]

(خ م) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: (قَدِمْتُ الشَّامَ , فَأَتَيْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ) (١) (ثُمَّ قُلْتُ: اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي جَلِيسًا صَالِحًا , فَأَتَيْتُ قَوْمًا فَجَلَسْتُ إِلَيْهِمْ , فَإِذَا شَيْخٌ قَدْ جَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي , فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ , قَالُوا: أَبُو الدَّرْدَاءِ - رضي الله عنه - فَقُلْتُ: إِنِّي دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُيَسِّرَ لِي جَلِيسًا صَالِحًا , فَيَسَّرَكَ لِي , قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ , قُلْتُ: مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ) (٢) (قَالَ: أَوَلَيْسَ عِنْدَكُمْ ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ , صَاحِبُ النَّعْلَيْنِ وَالْوِسَادِ وَالْمِطْهَرَةِ؟، وَفِيكُمْ الَّذِي أَجَارَهُ اللهُ مِنْ الشَّيْطَانِ) (٣) (عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعْنِي عَمَّارًا -) (٤) (أَوَلَيْسَ فِيكُمْ صَاحِبُ سِرِّ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - الَّذِي لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُهُ؟) (٥) (فَقُلْتُ: بَلَى , قَالَ: كَيْفَ كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}؟) (٦) (فَقَرَأتُ عَلَيْهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى , وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى , وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى}) (٧) (قَالَ: أَنْتَ سَمِعْتَهَا مِنْ فِي صَاحِبِكَ؟ , قُلْتُ: نَعَمْ) (٨) (قَالَ: وَأَنَا وَاللهِ هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَؤُهَا، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ يُرِيدُونَ أَنْ أَقْرَأَ: {وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}) (٩) (وَمَا زَالُوا بِي) (١٠) (حَتَّى كَادُوا يُشَكِّكُونِي) (١١) (فِي شَيْءٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -) (١٢) (فَوَاللهِ لَا أُتَابِعُهُمْ) (١٣).
(١) (خ) ٥٩٢٢
(٢) (خ) ٣٥٣٢
(٣) (خ) ٣٥٣٢
(٤) (خ) ٣١١٤
(٥) (خ) ٣٥٣٢، (حم) ٢٧٥٨٩
(٦) (خ) ٣٥٣٣
(٧) (خ) ٣٥٣٢
(٨) (خ) ٤٦٥٩
(٩) (م) ٢٨٢ - (٨٢٤)، (خ) ٤٦٦٠
(١٠) (خ) ٣٥٣٣
(١١) (خ) ٥٩٢٢
(١٢) (خ) ٣٥٣٣، (حم) ٢٧٥٨٩
(١٣) (خ) ٤٦٦٠، (م) ٢٨٢ - (٨٢٤)


(د) , وَعَنْ عَطِيَّةَ بْنِ سَعْدٍ الْعَوْفِيِّ قَالَ: قَرَأتُ عَلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: {اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ} (١) فَقَالَ: " مِنْ ضُعْفٍ "، قَرَأتُهَا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كَمَا قَرَأتَهَا عَلَيَّ، " فَأَخَذَ عَلَيَّ كَمَا أَخَذْتُ عَلَيْكَ " (٢)
(١) [الروم: ٥٤]
(٢) (د) ٣٩٧٨، (ت) ٢٩٣٦ , (حم) ٥٢٢٧


(خ) , وَعَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: (سَمِعْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - تَقْرَأُ: {إِذْ تَلِقُونَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} (١)) (٢) (وَتَقُولُ: الْوَلْقُ: الْكَذِبُ , قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: وَكَانَتْ أَعْلَمَ مِنْ غَيْرِهَا بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ نَزَلَ فِيهَا) (٣).
(١) هي في سورة [النور/١٥] بلفظ: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}
(٢) (خ) ٤٤٧٥
(٣) (خ) ٣٩١٣

(حم) , وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " يَا أُبَيُّ، أُمِرْتُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا "، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَقَدْ ذُكِرْتُ هُنَاكَ؟، قَالَ: نَعَمْ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ فَفَرِحْتَ بِذَلِكَ، قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي وَاللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ " فَلْتَفْرَحُوا " هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} (١). (٢)
(١) هي في سورة [يونس: ٥٨] بلفظ: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}
(٢) (حم) ٢١١٧٥ , (د) ٣٩٨١، ٣٩٨٠، الصَّحِيحَة تحت حديث: ٢٩٠٨، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

(م) , وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ " فِي قُبُلِ " عِدَّتِهِنَّ (١)} " (٢)
(١) قَالَ مَالِك: يَعْنِي بِذَلِكَ: أَنْ يُطَلِّقَ فِي كُلِّ طُهْرٍ مَرَّةً.
وقال النووي في شرح مسلم (ج ٥ / ص ٢٢٠): هَذِهِ قِرَاءَة اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر , وَهِيَ شَاذَّة لَا تَثْبُت قُرْآنًا بِالْإِجْمَاعِ , وَلَا يَكُون لَهَا حُكْم خَبَر الْوَاحِد عِنْدنَا وَعِنْد مُحَقِّقِي الْأُصُولِيِّينَ وَالله أَعْلَم.
(٢) (م) ١٤ - (١٤٧١)، (حم) ٥٢٦٩ , (س) ٣٣٩٣


(م) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: (كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنِ سَلُولَ يَقُولُ لِجَارِيَةٍ لَهُ: اذْهَبِي فَابْغِينَا شَيْئًا) (١) (فَكَانَ يُكْرِهُهَا عَلَى الزِّنَى , فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَنْزَلَ اللهُ - عز وجل -: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ (٢) إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا , وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ , فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ " لَهُنَّ" (٣) غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٤)) (٥).
(١) (م) ٢٦ - (٣٠٢٩)
(٢) البِغاء: الزنا مقابل أجر.
(٣) هكذا وردت في الحديث من رواية (م) ٢٦ - (٣٠٢٩) وتركتها في الآية لمعرفة من غفر الله له. ع
(٤) [النور/٣٣]
(٥) (م) ٢٧ - (٣٠٢٩) , (د) ٢٣١١

(خ د) , وَعَنْ عَمْرٍو، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: (كَانَتْ عُكَاظٌ وَمَجَنَّةُ وَذُو الْمَجَازِ أَسْوَاقًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ) (١) (فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ) (٢) (تَأَثَّمُوا مِنْ التِّجَارَةِ) (٣) (فِي الْمَوَاسِمِ (٤) وفي رواية: (فَخَافُوا الْبَيْعَ وَهُمْ حُرُمٌ) (٥) فَنَزَلَتْ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ " فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ "}) (٦) (كَذَا) (٧) (قَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ (٨)) (٩).
(١) (خ) ١٩٤٥
(٢) (خ) ١٦٨١
(٣) (خ) ١٩٩٢
(٤) أَيْ: تَرَكُوا التِّجَارَةَ فِي الْحَجِّ حَذَرًا مِنْ الْإِثْمِ. فتح الباري (ج ٦ / ص ٣٥١)
(٥) (د) ١٧٣٤، (خز) ٣٠٥٤
(٦) (خ) ٤٢٤٧، (د) ١٧٣٤
(٧) (خ) ١٩٩٢
(٨) قِرَاءَة اِبْن عَبَّاس {فِي مَوَاسِمِ الْحَجِّ} مَعْدُودَةٌ مِنْ الشَّاذِّ الَّذِي صَحَّ إِسْنَادُهُ , وَهُوَ حُجَّةٌ , وَلَيْسَ بِقُرْآنٍ. فتح الباري (ج ٦ / ص ٣٥١)
(٩) (خ) ١٩٤٥ 
ثُبُوتُ النَّسْخِ فِي الْقُرْآن (١)
(س د) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: (قَالَ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (٢) وَقَالَ: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ , بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (٣) وَقَالَ: {يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} (٤) قَالَ: فَأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنْ الْقُرْآنِ: الْقِبْلَةُ , وَقَالَ: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ , وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ , وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا} (٥) وَذَلِكَ بِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا وَإِنْ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا , فَنُسِخَ ذَلِكَ , وَقَالَ تَعَالَى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ , فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (٦)) (٧) (وَقَالَ: {وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنْ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنْ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ} (٨) فَنُسِخَ مِنْ ذَلِكَ قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا} (٩)) (١٠).
(١) النَّسْخ ثَلَاثَة أَنْوَاع: أَحَدهَا: مَا نُسِخَ حُكْمه وَتِلَاوَته , كَعَشْرِ رَضَعَات،
وَالثَّانِي: مَا نُسِخَتْ تِلَاوَته دُون حُكْمه , كَخَمْسِ رَضَعَات , وَالشَّيْخ وَالشَّيْخَة إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا.
وَالثَّالِث: مَا نُسِخَ حُكْمه , وَبَقِيَتْ تِلَاوَته , وَهَذَا هُوَ الْأَكْثَر , وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: {وَاَلَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّة لِأَزْوَاجِهِمْ .. الْآيَة} وَالله أَعْلَم. شرح النووي على مسلم - (ج ٥ / ص ١٨٣)
(٢) [البقرة/١٠٦]
(٣) [النحل/١٠١]
(٤) [الرعد/٣٩]
(٥) [البقرة/٢٢٨]
(٦) [البقرة/٢٢٩]
(٧) (س) ٣٥٥٤ , (د) ٢١٩٥
(٨) [الطلاق: ٤]
(٩) [الأحزاب: ٤٩]
(١٠) (س) ٣٤٩٩

(م) , وَعَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَ: أَمَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنْ أَكْتُبَ لَهَا مُصْحَفًا , وَقَالَتْ: إِذَا بَلَغْتَ هَذِهِ الْآيَة: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَلَاةِ الْوُسْطَى} (١) فَآذِنِّي (٢) فَلَمَّا بَلَغْتُهَا آذَنْتُهَا، فَأَمْلَتْ عَلَيَّ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَلَاةِ الْوُسْطَى وَصَلَاةِ الْعَصْرِ (٣) وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ}، قَالَتْ عَائِشَةُ: سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -. (٤)
(١) [البقرة/٢٣٨]
(٢) أَيْ: أَعْلِمْنِي. عون المعبود - (ج ١ / ص ٤٥٣)
(٣) الْوَاوِ الْفَاصِلَة تَدُلّ عَلَى أَنَّ الْوُسْطَى غَيْر الْعَصْر , لِأَنَّ الْعَطْف يَقْتَضِي الْمُغَايَرَة وَأُجِيبَ بِوُجُوهٍ , أَحَدهَا: أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَة شَاذَّة لَيْسَتْ بِحُجَّةٍ , وَلَا يَكُون لَهُ حُكْم الْخَبَر عَنْ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - لِأَنَّ نَاقِلهَا لَمْ يَنْقُلهَا إِلَّا عَلَى أَنَّهَا قُرْآن , وَالْقُرْآن لَا يَثْبُت إِلَّا بِالتَّوَاتُرِ بِالْإِجْمَاعِ، وَإِذَا لَمْ يَثْبُت قُرْآنًا , لَا يَثْبُتُ خَبَرًا , قَالَهُ النَّوَوِيّ.
وَثَانِيهَا: أَنْ يُجْعَل الْعَطْف تَفْسِيرِيًّا , فَيَكُون الْجَمْع بَيْن الرِّوَايَات.
وَثَالِثهَا: أَنْ تَكُون الْوَاو فِيهِ زَائِدَة , وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ أَبُو عُبَيْد بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَنْ أُبَيِّ بْن كَعْب أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا (وَالصَّلَاة الْوُسْطَى صَلَاة الْعَصْر) بِغَيْرِ وَاو. عون المعبود - (ج ١ / ص ٤٥٣)
(٤) (م) ٢٠٧ - (٦٢٩)، (ت) ٢٩٨٢، (س) ٤٧٢، (د) ٤١٠


(م) , وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ} , فَقَرَأنَاهَا مَا شَاءَ اللهُ , ثُمَّ نَسَخَهَا اللهُ فَنَزَلَتْ: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَلَاةِ الْوُسْطَى} (١). (٢)
(١) [البقرة/٢٣٨]
(٢) (م) ٢٠٨ - (٦٣٠)، (حم) ١٨٦٩٥


(خ م ت حم) , وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: " إِنَّ اللهَ أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ ") (١) (قُلْتُ: وَسَمَّانِي لَكَ؟، قَالَ: " نَعَمْ "، قَالَ: فَبَكَيْتُ) (٢) (" فَقَرَأَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ , رَسُولٌ مِنَ اللهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً , فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ , وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} (٣)) (٤) (وَقَرأَ فِيهَا) (٥) ({إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْحَنِيفِيَّةُ، غَيْرُ الْمُشْرِكَةِ , وَلَا الْيَهُودِيَّةِ , وَلَا النَّصْرَانِيَّةِ) (٦) (وَلَا الْمَجُوسِيَّةُ، وَمَنْ يَفْعَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ}) (٧) (قَالَ شُعْبَةُ: ثُمَّ قَرَأَ آيَاتٍ بَعْدَهَا، ثُمَّ قَرَأَ: لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ) (٨) (وَادِيًا مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانِيًا لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ}) (٩) (قَالَ: ثُمَّ خَتَمَهَا بِمَا بَقِيَ مِنْهَا) (١٠).
(١) (خ) ٤٦٧٦، (م) ٢٤٥ - (٧٩٩)
(٢) (م) ٢٤٦ - (٧٩٩)، (خ) ٤٦٧٧، (ت) ٣٧٩٢، (حم) ١٣٣١٠
(٣) [البينة/١ - ٤]
(٤) (حم) ٢١٢٤١، انظر الصَّحِيحَة: ٢٩٠٨ , وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
(٥) (ت) ٣٧٩٣
(٦) (حم) ٢١٢٤١
(٧) (ت) ٣٨٩٨، انظر الصَّحِيحَة: ٢٩٠٨
(٨) (حم) ٢١٢٤١
(٩) (ت) ٣٨٩٨
(١٠) (حم) ٢١٢٤١

(مش) , وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: نَزَلَتْ سُورَةٌ فَرُفِعَتْ , وَحَفِظْتُ مِنْهَا: {لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لاَبْتَغَى إلَيْهِمَا ثَالِثًا وَلاَ يَمْلاَ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ , وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ} " (١)
(١) (مش) ٢٠٣٥، انظر الصَّحِيحَة: ٢٩١٢ ,
وقال الألباني: يُستفاد من حديث أبي موسى أن هذا النص كان من جملة ما يُتلى في زمنه - صلى الله عليه وسلم - ثم رُفع ونُسخ، وبه أيد الحافظ الاحتمال الذي سبق أن رجحتُه في تفسير قول أُبِيٍّ المتقدم تحت الحديث (٢٩٠٧): " فهو مما نُسِخت تلاوته جزما، وإن كان حكمه مستمرا " , قال: " ويؤيد هذا الاحتمال ما أخرجه أبو عبيد في " فضائل القرآن " من حديث أبي موسى قال: قرأت سورة نَحْوَ (براءة) وحفظت منها: " لو أن لابن آدم .. " (الحديث).
ومن حديث جابر: " كنا نقرأ: لوأن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله " الحديث " , وجملة القول: أن هذه الأحاديث عن هؤلاء الصحابة الخمسة تُلقي اليقين في النفس أن النص المذكور فيها كان قرآنا يُتلى حتى في الصلاة، ثم رُفع وقد جهل هذه الحقيقة ذاك المعلق في " مسند أبي يعلى " (٤/ ٤٤٨) على قول ابن عباس الذي تردد فيه بين أن يكون قرآنا أو لا؟ , فقال: " أقول: وقول ابن عباس وحديث أُبَيٍّ دَفَعَا عُشَّاقَ الناسخ والمنسوخ إلى أن يقولوا: إن هذا الحديث كان قرآنا ثم نُسخ بسورة التكاثر، يقولون هذا مع علمهم أن القرآن لا يثبت إلا بطريق التواتر .. " إلخ كلامه
ومن الواضح أنه لا يُفرق بين القرآن المُثبَت بين الدفتين , الذي يُشترط فيه التواتر الذي ذَكَر , وبين منسوخ التلاوة , كهذا الذي نحن في صدد الكلام حوله بل حكمُه حكمُ الأحاديث النبوية والأحاديث القدسية، فإنه لا يُشترط فيها التواتر، وإن كان فيها ما هو متواتر كهذا، فإنه رواه خمسة من الأصحاب أو أكثر كما سبق. أ. هـ


(م) , وَعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ الدَّيلِيِّ قَالَ: بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ - رضي الله عنه - إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ , فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُمِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ , فَقَالَ: أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ , فَاتْلُوهُ , وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ , وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ , فَأُنْسِيتُهَا , غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا: {لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا , وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ} , وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ , فَأُنْسِيتُهَا , غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا: " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ , فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ , فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} " (١)
(١) (م) ١١٩ - (١٠٥٠)


(مش) , وَعَنْ بُرَيْدَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ فِي الصَلَاةِ: لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ , لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَانِيًا، وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ , وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ " (١)
(١) (مش) ٢٠٣٦، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: ١٧١٦

(حم) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنه - يَسْأَلُهُ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَى رَأسِهِ مَرَّةً , وَإِلَى رِجْلَيْهِ أُخْرَى , هَلْ يَرَى عَلَيْهِ مِنْ الْبُؤْسِ شَيْئًا؟ , ثُمَّ قَالَ لَهُ عُمَرُ: كَمْ مَالُكَ؟ , قَالَ: أَرْبَعُونَ مِنْ الْإِبِلِ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ، فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ , " لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ ذَهَبٍ , لَابْتَغَى الثَّالِثَ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ "، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَذَا؟، فَقُلْتُ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا أُبَيٌّ، قَالَ: فَمُرَّ بِنَا إِلَيْهِ، فَجَاءَ إِلَى أُبَيٍّ فَقَالَ: مَا يَقُولُ هَذَا؟، فَقَالَ أُبَيٌّ: هَكَذَا أَقْرَأَنِيهَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: أَفَأُثْبِتُهَا؟، فَأَثْبَتَهَا. (١)
(١) (حم) ٢١١٤٩، (حب) ٣٢٣٧، انظر الصَّحِيحَة: ٢٩٠٧، وقال الألباني: هذا حديث صحيح متواتر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - رواه عنه جماعة من أصحابه بألفاظ متقاربة، وقد خرَّجته عن جماعة منهم في " تخريج أحاديث مشكلة الفقر " (١٨/ ١٤). أ. هـ

(خ م حم) , وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: (جَاءَ نَاسٌ) (١) (مِنْ بَنِي عَامِرٍ) (٢) (إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالُوا: ابْعَثْ مَعَنَا رِجَالًا يُعَلِّمُونَا الْقُرْآنَ وَالسُّنَّةَ، " فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ ") (٣) (كُنَّا نُسَمِّيهِمْ: الْقُرَّاءَ) (٤) (فِيهِمْ خَالِي حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ , وَكَانُوا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ , وَيَتَدَارَسُونَ بِاللَّيْلِ يَتَعَلَّمُونَ، وَكَانُوا بِالنَّهَارِ يَجِيئُونَ بِالْمَاءِ , فَيَضَعُونَهُ فِي الْمَسْجِدِ، وَيَحْتَطِبُونَ , فَيَبِيعُونَهُ وَيَشْتَرُونَ بِهِ الطَّعَامَ لِأَهْلِ الصُّفَّةِ (٥) وَلِلْفُقَرَاءِ , " فَبَعَثَهُمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَيْهِمْ ") (٦) (فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ: رِعْلٌ وَذَكْوَانُ , عِنْدَ بِئْرٍ يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ) (٧) (فَلَمَّا قَدِمُوا) (٨) (قَالَ خَالِي لِأَمِيرِهِمْ: دَعْنِي) (٩) (أَتَقَدَّمُكُمْ) (١٠) (فَلْأُخْبِرْ هَؤُلَاءِ أَنَّا لَسْنَا إِيَّاهُمْ نُرِيدُ , حَتَّى يُخْلُوا وَجْهَنَا) (١١) (فَإِنْ أَمَّنُونِي حَتَّى أُبَلِّغَهُمْ عن رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَإِلَّا كُنْتُمْ مِنِّي قَرِيبًا، فَتَقَدَّمَ , فَأَمَّنُوهُ) (١٢) (فَقَالَ: وَاللهِ مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -) (١٣) (فَبَيْنَمَا يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ أَوْمَئُوا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ) (١٤) (فَأَتَاهُ مِنْ خَلْفِهِ فَطَعَنَهُ حَتَّى أَنْفَذَهُ بِالرُّمْحِ) (١٥) (فَقَالَ حَرَامٌ بِالدَّمِ هَكَذَا , فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأسِهِ , ثُمَّ قَالَ:) (١٦) (اللهُ أَكْبَرُ، فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ , ثُمَّ مَالُوا عَلَى بَقِيَّةِ أَصْحَابِهِ فَقَتَلُوهُمْ، إِلَّا رَجُلًا أَعْرَجَ) (١٧) (كَانَ فِي رَأسِ جَبَلٍ) (١٨) (فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا , أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ , وَرَضِيتَ عَنَّا) (١٩) (" فَأَخْبَرَ جِبْرِيلُ - عليه السلام - النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُمْ قَدْ لَقُوا رَبَّهُمْ , فَرَضِيَ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ) (٢٠) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ قُتِلُوا، وَإِنَّهُمْ قَالُوا: اللَّهُمَّ بَلِّغْ عَنَّا نَبِيَّنَا أَنَّا قَدْ لَقِينَاكَ فَرَضِينَا عَنْكَ , وَرَضِيتَ عَنَّا) (٢١) (قَالَ أنَسٌ: وَأُنْزِلَ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنٌ قَرَأنَاهُ , أَنْ: {بَلِّغُوا قَوْمَنَا أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا , فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ} ") (٢٢) (ثُمَّ نُسِخَ بَعْدُ) (٢٣).
(١) (م) ١٤٧ - (٦٧٧)
(٢) (حم) ١٤١٠٦ , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(٣) (م) ١٤٧ - (٦٧٧)
(٤) (خ) ٢٨٩٩
(٥) أَصْحَاب الصُّفَّةِ: هُمْ الْفُقَرَاء الْغُرَبَاء الَّذِينَ كَانُوا يَأوُونَ إِلَى مَسْجِد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وَكَانَتْ لَهُمْ فِي آخِره صُفَّة، وَهُوَ مَكَان مُنْقَطِع مِنْ الْمَسْجِد , مُظَلَّل عَلَيْهِ , يَبِيتُونَ فِيهِ، وَأَصْله مِنْ صُفَّة الْبَيْت، وَهِيَ شَيْء كَالظُّلَّةِ قُدَّامه. شرح النووي (ج٦ص٣٨٠)
(٦) (م) ١٤٧ - (٦٧٧) , (حم) ١٢٤٢٥ , (خ) ٢٨٩٩
(٧) (خ) ٣٨٦٠
(٨) (خ) ٢٦٤٧
(٩) (حم) ١٢٤٢٥ , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(١٠) (خ) ٢٦٤٧
(١١) (حم) ١٢٤٢٥
(١٢) (خ) ٢٦٤٧
(١٣) (خ) ٣٨٦٠
(١٤) (خ) ٢٦٤٧
(١٥) (خ) ٣٨٦٤
(١٦) (خ) ٣٨٦٥
(١٧) (خ) ٢٦٤٧ , (حم) ١٤١٠٦
(١٨) (خ) ٣٨٦٤ , (حم) ١٤١٠٦
(١٩) (م) ١٤٧ - (٦٧٧)
(٢٠) (خ) ٢٦٤٧
(٢١) (م) ١٤٧ - (٦٧٧)
(٢٢) (خ) ٢٦٥٩ , (م) ٢٩٧ - (٦٧٧)
(٢٣) (خ) ٢٦٤٧ , (م) ٢٩٧ - (٦٧٧)


(خ م ت حم) , عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: (قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الْحَجَّةِ , فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ , عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتْ الشَّمْسُ , فَوَجَدْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ - رضي الله عنه - جَالِسًا إِلَى رُكْنِ الْمِنْبَرِ , فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ , فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ: لَيَقُولَنَّ الْعَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ , فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ (١)؟ , فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى الْمِنْبَرِ , فَلَمَّا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُونَ , قَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ , ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ , فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً , قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا , فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ , وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا , فلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ) (٢) (إِنَّ اللهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - بِالْحَقِّ , وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ (٣) فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللهُ: آيَةُ الرَّجْمِ:) (٤) ({الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ (٥)}) (٦) (فَقَرَأنَاهَا , وَعَقَلْنَاهَا , وَوَعَيْنَاهَا , " رَجَمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ") (٧) (وَرَجَمَ أَبُو بَكْرٍ , وَرَجَمْتُ) (٨) (وَايْمُ اللهِ (٩) لَوْلَا أَنْ يَقُولَ النَّاسُ: زَادَ عُمَرُ فِي كِتَابِ اللهِ - عز وجل - لَكَتَبْتُهَا) (١٠) (فِي المُصْحَفِ) (١١) (كَمَا أُنْزِلَتْ) (١٢) (فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ) (١٣) (أَنْ تَجِيءَ أَقْوَامٌ فلَا يَجِدُونَهُ فِي كِتَابِ اللهِ) (١٤) فَـ (يَقُولَ قَائِلٌ: وَاللهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللهِ) (١٥) وَ (لَا نَجِدُ حَدَّيْنِ فِي كِتَابِ اللهِ) (١٦) (وَإِنَّمَا فِي كِتَابِ اللهِ الْجَلْدُ) (١٧) (فَيَكْفُرُونَ بِهِ) (١٨) (فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللهُ (١٩) وَإِنَّ الرَّجْمَ فِي كِتَابِ اللهِ حَقٌّ (٢٠) عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ (٢١) مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ , إِذَا قَامَتْ الْبَيِّنَةُ , أَوْ كَانَ الْحَبَلُ (٢٢) أَوْ الِاعْتِرَافُ) (٢٣) (ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللهِ (٢٤): {أَنْ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ (٢٥) فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ (٢٦)}) (٢٧).
(١) أَرَادَ اِبْن عَبَّاس أَنْ يُنَبِّه سَعِيدًا , مُعْتَمِدًا عَلَى مَا أَخْبَرَهُ بِهِ عَبْد الرَّحْمَن , لِيَكُونَ عَلَى يَقَظَة , فَيُلْقِيَ بَاله لِمَا يَقُولهُ عُمَر , فَلَمْ يَقَع ذَلِكَ مِنْ سَعِيد مَوْقِعًا , بَلْ أَنْكَرَهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْلَم بِمَا سَبَقَ لِعُمَر , وَعَلَى بِنَاء أَنَّ الْأُمُور اِسْتَقَرَّتْ. فتح (ج١٩ص٢٥٧)
(٢) (خ) ٦٤٤٢
(٣) قَدَّمَ عُمَر هَذَا الْكَلَام قَبْل مَا أَرَادَ أَنْ يَقُولهُ تَوْطِئَة لَهُ لِيَتَيَقَّظ السَّامِع لِمَا يَقُول. فتح الباري (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٤) (خ) ٦٤٤٢ , (م) ١٥ - (١٦٩١)
(٥) قَوْلُهُ: الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ , يَعْنِي: الثَّيِّبَ وَالثَّيِّبَةَ , فَارْجُمُوهُمَا أَلْبَتَّةَ.
(٦) (جة) ٢٥٥٣ , (ط) ١٥٠٦ , (حب) ٤٤٢٨ , (ش) ٢٨٧٧٦ , انظر الصحيحة: ٢٩١٣
(٧) (خ) ٦٤٤٢ , (م) ١٥ - (١٦٩١) , (حب) ٤١٤ , (حم) ١٩٧
(٨) (ت) ١٤٣١ , (ش) ٢٨٧٧٩ , (خ) ٦٤٤١ , (م) ١٥ - (١٦٩١)
(٩) (وَايْمُ اللهِ) أي: وَاللهِ.
(١٠) (د) ٤٤١٨ , (ط) ١٥٠٦ , (حب) ٤١٣ , (مش) ٢٠٥٧
(١١) (ت) ١٤٣١
(١٢) (حم) ٣٥٢ , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(١٣) (خ) ٦٤٤٢ , (م) ١٥ - (١٦٩١)
(١٤) (ت) ١٤٣١
(١٥) (خ) ٦٤٤٢ , (م) ١٥ - (١٦٩١) , (حم) ٣٩١
(١٦) (حم) ٢٤٩ , (ط) ١٥٠٦ , (هق) ١٦٦٩٧ , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: صحيح.
(١٧) (حم) ٣٥٢ , (ن) ٧١٥٤ , وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(١٨) (ت) ١٤٣١
(١٩) أَيْ: فِي الْآيَة الْمَذْكُورَة الَّتِي نُسِخَتْ تِلَاوَتهَا وَبَقِيَ حُكْمُهَا، وَقَدْ وَقَعَ مَا خَشِيَهُ عُمَر أَيْضًا فَأَنْكَرَ الرَّجْم طَائِفَة مِنْ الْخَوَارِج أَوْ مُعْظَمهمْ وَبَعْض الْمُعْتَزِلَة، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون اِسْتَنَدَ فِي ذَلِكَ إِلَى تَوْقِيف. فتح الباري (ج١٩ص ٢٥٧)
(٢٠) أَيْ: فِي قَوْله تَعَالَى {وَاللَّاتِي يَأتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلًا [النساء/١٥]} فَبَيَّنَ النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ الْمُرَاد بِهِ رَجْم الثَّيِّب وَجَلْد الْبِكْر كَمَا تَقَدَّمَ التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي قِصَّة الْعَسِيف قَرِيبًا. فتح الباري - (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٢١) أَيْ: كَانَ بَالِغًا عَاقِلًا قَدْ تَزَوَّجَ حُرَّة تَزْوِيجًا صَحِيحًا وَجَامَعَهَا. فتح (ج١٩ص٢٥٧)
(٢٢) أَيْ: وُجِدَتْ الْمَرْأَة الْخَلِيَّة مِنْ زَوْج أَوْ سَيِّد حُبْلَى وَلَمْ تَذْكُر شُبْهَة وَلَا إِكْرَاه. فتح الباري (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٢٣) (م) ١٥ - (١٦٩١) , (خ) ٦٤٤٢ , (ت) ١٤٣٢ , (حم) ٣٩١
(٢٤) أَيْ: مِمَّا نُسِخَتْ تِلَاوَته. فتح الباري - (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٢٥) أَيْ: لَا تَنْتَسِبُوا إِلَى غَيْرهمْ. فتح الباري - (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٢٦) مُنَاسَبَة إِيرَاد عُمَر قِصَّة الرَّجْم وَالزَّجْر عَنْ الرَّغْبَة عَنْ الْآبَاء لِلْقِصَّةِ الَّتِي خَطَبَ بِسَبَبِهَا وَهِيَ قَوْل الْقَائِل: " لَوْ مَاتَ عُمَر لَبَايَعْت فُلَانًا " أَنَّهُ أَشَارَ بِقِصَّةِ الرَّجْم إِلَى زَجْر مَنْ يَقُول لَا أَعْمَل فِي الْأَحْكَام الشَّرْعِيَّة إِلَّا بِمَا وَجَدْته فِي الْقُرْآن وَلَيْسَ فِي الْقُرْآن تَصْرِيح بِاشْتِرَاطِ التَّشَاوُر إِذَا مَاتَ الْخَلِيفَة، بَلْ إِنَّمَا يُؤْخَذ ذَلِكَ مِنْ جِهَة السُّنَّة , كَمَا أَنَّ الرَّجْم لَيْسَ فِيمَا يُتْلَى مِنْ الْقُرْآن وَهُوَ مَأخُوذ مِنْ طَرِيق السُّنَّة. فتح الباري - (ج ١٩ / ص ٢٥٧)
(٢٧) (خ) ٦٤٤٢ , (حم) ٣٩١ 

(حب طس) , وَعَنْ زِرِّ بن حُبَيْشٍ قَالَ: (قَالَ لِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ - رضي الله عنه -: كَمْ تَعُدُّونَ سُورَةَ الْأَحْزَابِ؟ , فَقُلْتُ: نَعُدُّهَا اثْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا وَسَبْعِينَ آيَةً) (١) (قَالَ أُبَيٌّ: وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ , إِنْ كَانَتْ لَتَعْدِلُ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَقَدْ قَرَأنَا فِيهَا آيَةَ الرَّجْمِ: {الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ (٢) نَكَالًا (٣) مِنَ اللهِ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ") (٤)
(١) (طس) ٤٣٥٢ , (حم) ٢١٢٤٥ , (ن) ٧١٥٠ , (حب) ٤٤٢٩
(٢) البَتَّة: اشتقاقُها من القَطْع، غير أَنه يُستعمل في كل أَمْرٍ يَمضي لَا رَجْعَةَ فيه ولا الْتِواء.
(٣) النَّكَال: العقوبة التي امتُنِعَ عن فِعل ما جُعِلَت له جَزاءً.
(٤) (حب) ٤٤٢٩ , (حم) ٢١٢٤٥ , (عب) ٥٩٩٠ , (ن) ٧١٥٠ , (طس) ٤٣٥٢ انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: ٢٩١٣

(ط) , وَعَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُجَاهِدٍ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ , فَجَاءَهُ إِنْسَانٌ فَسَأَلَهُ عَنْ صِيَامِ أَيَّامِ الْكَفَّارَةِ , أَمُتَتَابِعَاتٍ أَمْ يُقَطِّعُهَا؟ , قَالَ حُمَيْدٌ: فَقُلْتُ لَهُ: نَعَمْ , يُقَطِّعُهَا إِنْ شَاءَ فَقَالَ مُجَاهِدٌ: لَا يُقَطِّعُهَا , فَإِنَّهَا فِي قِرَاءَةِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ - رضي الله عنه - {ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ}. (١)
(١) (ط) ٦٧٥ , (ك) ٣٠٩١ , وصححه الألباني في الإرواء تحت حديث: ٢٥٧٨


(م ت) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ: {عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ}، ثُمَّ نُسِخْنَ بِـ {خَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ}، " فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ (١) " (٢)
وفي رواية: (" فَتُوُفِّيَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - " وَالْأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ بِذَلِكَ) (٣).
(١) مَعْنَاهُ أَنَّ النَّسْخ بِخَمْسِ رَضَعَاتٍ تَأَخَّر إِنْزَالُهُ جِدًا حَتَى أَنْهُ - صلى الله عليه وسلم - تُوفِي وَبَعْضُ النَّاس يَقْرَأ خَمْس رَضَعَات , وَيَجْعَلهَا قُرْآنًا مَتْلُوًّا , لِكَوْنِهِ لَمْ يَبْلُغهُ النَّسْخ لِقُرْبِ عَهْده , فَلَمَّا بَلَغَهُمْ النَّسْخ بَعْد ذَلِكَ رَجَعُوا عَنْ ذَلِكَ , وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ هَذَا لَا يُتْلَى. شرح النووي على مسلم - (ج ٥ / ص ١٨٣)
(٢) (م) ٢٤ - (١٤٥٢) , (س) ٣٣٠٧ , (د) ٢٠٦٢ , (جة) ١٩٤٢ , وصححه الألباني في الإرواء: ٢١٤٧
(٣) (ت) تحت حديث ١١٥٠

(جة) , وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: لَقَدْ نَزَلَتْ آيَةُ الرَّجْمِ وَرَضَاعَةُ الْكَبِيرِ عَشْرًا، وَلَقَدْ كَانَ (١) فِي صَحِيفَةٍ تَحْتَ سَرِيرِي , فَلَمَّا مَاتَ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَشَاغَلْنَا بِمَوْتِهِ، دَخَلَ دَاجِنٌ (٢) فَأَكَلَهَا (٣) " (٤)
(١) أَيْ: ذَلِكَ الْقُرْآن بَعْد أَنْ نُسِخَ تِلَاوَة مَكْتُوبًا. حاشية السندي على ابن ماجه (ج ٤ / ص ١٩٤)
(٢) الدَّاجن: هِيَ الشَّاة يَعْلِفهَا النَّاس فِي مَنَازِلهمْ , وَقَدْ يَقَع عَلَى غَيْر الشَّاة مِنْ كُلّ مَا يَألَف الْبُيُوت مِنْ الطَّيْر وَغَيْرهَا. حاشية السندي (ج ٤ / ص ١٩٤)
(٣) لَمْ تُرِدْ أَنَّهُ كَانَ مَقْرُوءًا بَعْد , إِذْ الْقَوْل بِهِ يُوجِب وُقُوع التَّغْيِير فِي الْقُرْآن , وَهُوَ خِلَاف النَّصّ , أَعْنِي قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج ٤ / ص ١٩٤)
(٤) (جة) ١٩٤٤



(س د) , وَعَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ (١) قَالَ: (لَمَّا نَزَلَ تَحْرِيمُ الْخَمْرِ , قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا , فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} (٢) فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنْ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا , فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي النِّسَاءِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} (٣) فَكَانَ مُنَادِي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَقَامَ الصَلَاةَ نَادَى:) (٤) (أَلَا لَا يَقْرَبَنَّ الصَلَاةَ سَكْرَانُ) (٥) (فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ , فَقَالَ: اللَّهُمَّ بَيِّنَ لَنَا فِي الْخَمْرِ بَيَانًا شَافِيًا فَنَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمَائِدَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ , إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ , وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (٦) فَدُعِيَ عُمَرُ فَقُرِئَتْ عَلَيْهِ , فَلَمَّا بَلَغَ {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ}
قَالَ عُمَرُ: انْتَهَيْنَا , انْتَهَيْنَا. (٧)
(١) هو: عمرو بن شرحبيل الهمداني، أبو ميسرة الكوفي , الطبقة: ٢ من كبار التابعين , الوفاة: ٦٣ هـ
روى له: خ م د ت س رتبته عند ابن حجر: ثقة , رتبته عند الذهبي: حجة
(٢) [البقرة/٢١٩]
(٣) [النساء/٤٣]
(٤) (س) ٥٥٤٠ , (ت) ٣٠٤٩
(٥) (د) ٣٦٧٠
(٦) [المائدة/٩٠، ٩١]
(٧) (س) ٥٥٤٠ , (ت) ٣٠٤٩ , (د) ٣٦٧٠ , (حم) ٣٧٨

(خ)، وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ عُمَرُ - رضي الله عنه -: أَقْرَؤُنَا أُبَيٌّ، وَأَقْضَانَا عَلِيٌّ، وَإِنَّا لَنَدَعُ مِنْ قَوْلِ أُبَيٍّ، وَذَاكَ أَنَّ أُبَيًّا يَقُولُ: لَا أَدَعُ شَيْئًا أَخَذْتُهُ مِنْ فِي رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} (١). (٢)
(١) [البقرة/١٠٦]
(٢) (خ) ٤٢٢١


(حم) , وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ أُبَيٌّ - رضي الله عنه - لِعُمَرَ - رضي الله عنه -: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي تَلَقَّيْتُ الْقُرْآنَ مِمَّنْ تَلَقَّاهُ مِنْ جِبْرِيلَ - عليه السلام - وَهُوَ رَطْبٌ. (١)
(١) (حم) ٢١١٥٠، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.


(عب ش) , وَعَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: (أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ) (١) (قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ - رضي الله عنه - يَقْنُتُ فِي الْفَجْرِ يَقُولُ:) (٢) (" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَعِينُكَ وَنَسْتَغْفِرُكَ) (٣) (وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ , وَنُثْنِي عَلَيْكَ الْخَيْرَ كُلَّهُ) (٤) (وَلَا نَكْفُرُكَ، وَنَخْلَعُ وَنَتْرُكُ مَنْ يَفْجُرُكَ) (٥) (ثُمَّ قَرَأَ: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ، وَلَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإِلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَخْشَى عَذَابَكَ، إِنَّ عَذَابَكَ الْجِدَّ بِالْكُفَّارِ مُلْحِقٌ) (٦).
(١) (عب) ٤٩٦٩ , انظر الإرواء تحت حديث: ٤٢٨
(٢) (ش) ٧٠٣١ , صححه الألباني في الإرواء تحت حديث: ٤٢٨
(٣) (عب) ٤٩٦٩
(٤) (ش) ٧٠٣١
(٥) (عب) ٤٩٦٩
(٦) (ش) ٧٠٣١ , (عب) ٤٩٦٩
وقال الألباني في الإرواء تحت حديث ٤٢٨: وفي رواية لابن نصر عن عمر بن الخطاب أنه كان يقنت بالسورتين: اللهم إياك نعبد , واللهم نستعينك.
وفى أخرى عن سلمة بن كهيل: أقرأها فى مصحف أبي بن كعب مع قل أعوذ برب الفلق , وقل أعوذ برب الناس.
ومن المؤسف أن مختصِر كتاب ابن نصر حذف إسناد هاتين الروايتين , فحرمنا معرفة حالهما صحة أو ضعفاً.
وروى ابن أبى شيبة (١٢/ ٤٢/١) عن حبيب بن أبى ثابت عن عبد الرحمن بن سويد الكاهلي أن علياً قنت فى الفجر بهاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك ... اللهم إياك نعبد ... ورجاله ثقات غير الكاهلي هذا فلم أجده.
ثم روى عن ميمون بن مهران قال: " فى قراءة أبى بن كعب: اللهم إنا نستعينك ... ". قلت: فذكر السورتين , ورجال إسناده ثقات , ولكن ابن مهران لم يسمع من أبي فهو منقطع. أ. هـ

Comments

Popular Posts